الأونروا وتصفية الذاكرة والكرامة
- O2 graphic

- 23 مايو
- 1 دقيقة قراءة

حين يغيب العدل الإنساني: الأونروا وتصفية الذاكرة والكرامة
منذ عام 1948، كانت “الأونروا” ـ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ـ الملاذ الوحيد الذي احتفظ بملفات اللاجئين، وبتاريخ معاناتهم، وشهاداتهم الحيّة على النكبة والشتات. هي ليست مجرد جهة إغاثة، بل سجل حي للحقوق المنسية، وذاكرة لا تموت رغم محاولات الطمس المستمرة.
اليوم، وفي أكثر اللحظات إنسانية حرجة في قطاع غزة، تُقلَّص خدمات الأونروا وتُجفَّف مواردها، في خطوة تُنذر ليس فقط بإفقار الناس، بل بإلغاء روايتهم، وسحب الشرعية من حقهم في العودة والكرامة.
بعكس الأونروا، تفتقد منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) البيانات الكاملة الدقيقة عن الأسر المحتاجة، وغالبًا ما يكون التوزيع غير عادل، مما يزيد من معاناة العائلات التي لا صوت لها ولا وسيلة للوصول إلى المساعدات.
أما المؤسسة البديلة التي شُكلت مؤخرًا برعاية أمريكية، فهي لا تمتلك لا الشرعية ولا الانتشار الكافي: أربع مراكز توزيع فقط، ثلاثة منها في رفح والرابع في محيط نتساريم، دون أي تغطية للشمال المحاصر. وكأن الأمر رسالة واضحة: من لا يُهجَّر طوعًا، سيُجوَّع حتى يرحل.
في غزة، لا دقيق، لا ماء، لا غذاء. فقط صمود مذهل، وقصة كفاح مستمرة تكتبها الأمهات في صفوف الطحين، ويخطّها الأطفال في العطش الطويل، وترددها الأرواح تحت الأنقاض.
لك الله يا غزة… اللهم ارحم ضعفها، وكن لها تصير في زمن عزّ فيه النصير.
نائلة الوعري
الجمعة
٢٣ مايو ٢٠٢٥









تعليقات