في تفنيد ادعاءات مذبح يوشع بن نون
- O2 graphic
- 22 مايو 2023
- 3 دقائق قراءة
يجب الانتباه والحذر فبما تحاول اسرائيل الان ترويجه عن اكتشافات اثرية مزعومة
بدءا من الهيكل، وانتهاء اً بمقام يوشع بن نون أوغيره ،وفق ما توصل اليه مؤخراً علماء اثارإسرئيليون ،“الموقع الأثري لمذبح يهشوع بن نون في جبل عيبال في الضفة الغربية الذين يدعون انه تم اكتشافه قبل 35 عاماً على يد البرفسور آدم زرتل”.
وحسب القناة السابعة الإسرائيلية انه “لا يعقل أن يكون مكان تاريخي بهذا الحجم من الأهمية ولا يكون مفتوح للجمهور، علينا تأهيل المكان وتحويله لأحد الأماكن السياحية يكون بمقدور كل إسرائيلي زيارة المكان ورؤية جذور الكتاب المقدس”.
اسرائيل تحاول جاهدة ان تعثر ولو على إبرة في كوم قش كي تثبت بان ارض فلسطين هي ارض الميعاد وان القدس هي في الاصل يهودية و ان المسجد الاقصى يحوي تحته الهيكل المزعوم وذلك الهدف هو محاولة اضفاء شرعية (علمية) على تاريخ وهمي و خيالي لم يعثر على اي دعم اثري له بعد نحو قرنين من التنقيبات .برغم نشاط خبراء الاثار الاسرائليون في البحث و التنقيب منطلقين مما يعتبرونه حقائق في التوراة باعتبار انها تشكل مصدرا من مصادر المعرفة.
فقضية اعتماد التوراة كأساس للبحث والتنقيب كانت مثار جدل بين الخبراء الاسرائيليين انفسهم , فمنهم من كان يؤمن بقوة ان التوراة تشكل مرجعية قوية لمعرفة التاريخ و من ثم لا بد من السير على هداها لذلك سعت جهات اسرائيلية تؤمن بالفكر الصهيوني الى تمويل عمليات التنقيب بامكانيات هائلة بهدف العثور على أي دليل يمكن ان يشير الى وجود “تاريخ يهودي ” تحت مدينة القدس خصوصا ما يدعونه بالهيكل . وقادت الاوساط التوراتية وتقود حروباً متواصلة ضد كل أستاذ أو عالم آثار في العالم يكشف التضليل الذي تعتمده الصهيونية لاختلاق رابطة لها ولحركتها الاستعمارية بالأرض الفلسطينية. أشهر من تعرض للاضطهاد والطرد من منصبه هو العالم الامريكي “توماس تومسن” صاحب كتاب “اختلاقات اسرائيل قديمة واخراس التاريخ الفلسطيني” (1996) وكتاب “التوراة في التاريخ: كيف يخلق الكتّاب ماضياً” (1999)، وهو اضطهاد اضطره إلى قبول منصب أستاذ في جامعة كوبنهاجن في الدنمارك ليتمكن من مواصلة أبحاثه.و هناك العالم كيث وايتلام؛ وهو يعمل أستاذا للدراسات الدينية في جامعة “ستيرلينغ” في سكوتلاندا، و قد اصدر كتابه “اختراع إسرائيل وحجب فلسطين” سنة 1996 في كل من نيويورك ولندن في نفس الوقت. وايتلام يتفق مع طومسون في كثير من الاستنتاجات ويشير الى ان هناك عملية طمس ممنهجة لكثير من الدلالات التاريخية للمكتشفات الأثرية ومحاولة لتفسيرها بطريقة مغلوطة في اغلب الأحيان.
و يشير العديد من الباحثين الى ان علماء الاثار الاسرائيليين بدأت تضمحل أمام أعينهم تواريخ الروايات التوراتية في ضوء الآثار المادية الفلسطينية. وتبدأ الحكاية كما يرويها بعض الباحثين ” بالهوس التوراتي” الذي رسم خريطة لفلسطين نابعة من التصورات اللاهوتية، وظل يفرضها طيلة أكثر من مئة عام ونصف العام على تضاريس فلسطين. هذا الهوس الذي قلب منهج البحث العلمي وجعله يسير على رأسه ، لهذا لم يكن خافيا على قلة من العلماء من أمثال الإيرلندي ماك اليستر منذ البداية، فقد أكد هذا الباحث منذ العام 1925 في كتابه “نصف قرن من التنقيب في فلسطين” على أن ثمة نزعة غير علمية تسود مبحث التنقيب هنا، فالباحثون ينطلقون من فرضيات مسبقة ان ارض فلسطين هي ارض الميعاد ويحاولون التفتيش عما يثبت لهم ما يدعم أفكارهم رغم ان كل الاثار المكتشفة قبل وبعد تأسيس صندوق اكتشاف فلسطين 1865 التي زعموا أنهم يذهبون إلى استكشاف أرض هي لهم أصلا ( ارض الميعاد ) في وقت لم يكتشف فيه في فلسطين أي أثر ذي علاقة بتوراتهم، إلا مع ظهور حركة مضادة في أوساط الباحثين الغربيين. هذه الحركة بدأت تتبين في ضوء حقائق التنقيبات الفلسطينية أن الخريطة التوراتية التي رسمها علماء الاثار اليهود في العالم لفلسطين تضاريساً وتاريخا مجرد صناعة لاهوتية تخدم أغراض سياسة استعمار فلسطين والان هدفهم الترويج للسياحة الدينية في مدن فلسطين وتوسيع رقعتها والبدء بتهويدها كما فعلت في مدينة القدس والخليل والان نابلس.
لذلك يجب علينا التصدي لمثل هذه المحاولات من مصادرة الارض البكر فوق جبل عيبال في قلب نابلس واعتبارها مزارا دينيا هم انفسهم يختلفون علية بين سامريين ويهود وكل ما يزعمونه من اكتشافات ما هي الا بدواع سياسية واقتصادية ودعائية لجلب السياحة وترسيخ مفهوم ارض الميعاد الذي يعود للاتساع القومي الذي تنادي به اسرائيل دولة لليهود.
댓글