top of page

بلدية القدس في العهد العثماني

عن بلدية القدس بحث في العهد العثماني قدم لمؤتمر تاريخ بلاد الشام ٢٠١٢ د. نائلة الوعري انشأت بلدية القدس سنة 1280هـ -1863م. كنتيجة للتنظيمات التي أصدرتها الدولة العثمانية بضغوط الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا، وكان غاية هاتين الدولتين هو تعزيز وجودهما في اراضي الدولة العثمانية، وخاصة العالم العربي والقدس، منه في بؤرة الاهتمام الذي كان يصطدم دائمًا وأبدا بالمؤسسة الدينية الإسلامية المسؤولة عن ملكية الأراضي، ممثلة بمجلس الأوقاف الإسلامي، وعن ادارة المدينة ممثلة بالقاضي والمحتسب.

وعلى الرغم من انهم استطاعوا ان يستصدروا قوانين تبيح ملكية الاراضي لغير رعايا الدولة العثمانية، إلا انهم عجزوا عن ملكية اراضي واملاك الوقف الإسلامي التي تشكل الجزء الأكبر من مساحة المركز التقليدي ونسيجه المعماري “وهذا بدوره كان عاملا مهما في الحفاظ على تماسك نسيجه المعماري وشخصيته البصرية وهويته العربية الإسلامية وكذلك عمل على نمو المدينة خارج السور”.

ان نشأت البلدية سنة 1280هـ -1863م. تزامن مع الهجمة المسيحية الأوروبية الاستعمارية واليهودية الاستيطانية وتوسعها خارج السور، وكانت ادارة البلدية تتكون من رئيس البلدية ونائب الرئيس وستة أعضاء مع اعطاء الصلاحية لطبيب البلدية ومهندسها بإبداء الرأي في المسائل التي تعلق باختصاصيهما، وينتخب المجلس من المخاتير والشيوخ، وبأغلبية عدد الأصوات مع تصديق الوالي أو المتصرف على صحة الانتخابات، أما تعيين رئيس البلدية فهو من اختصاص الوالي او المتصرف.

في بادئ الأمر كان المتصرف يتولى على مجلسها ويصرف الأمور كما يشاء، ألا أن دورها تفعل بعض الشيء بعد القوانين التي صدرت في الفترة من 1304-1308هـ/1886-1890م.

 

حيث نصت على أنشاء بلديات في جميع المدن الكبيرة والصغيرة كما نصت على أن يتراوح أعضاء المجلس بين 6-12 عضو حسب حجم المدينة وينتخبون من المواطنين العثمانيين الذكور البالغ أعمارهم 25 سنة وفوق على أن يكونوا ملاكًا وممن يدفعون الضرائب أما واجبات البلدية فهي الأشراف على انشطه البناء.

وكانت القدس تدار من قبل الأتراك في عام 1808 للميلاد وكانت القدس أيضا تابعة للشام، وفي عام 1821 نرى البلاد مقسمة إلى ولايات على رأس كل ولاية والى والولاية مقسمة الى ألوية وسناجق وعلى رأس كل سنجق متصرف والقدس كانت لواءا مستقلا، على رأسه متصرف من الدرجة الاولى، وكل لواء ينقسم الى عدة اقضية وعلى راس كل قضاء قائمقام والقضاء ينقسم إلى نواحي عدّة، وعلى رأس كل ناحية مدير والناحية مؤلفة من عدة قرى.

وعندما رأى الباب العالي “الصدر ألأعظم او رئيس الوزراء” تقدم الجيش الروسي عام 1831 وخشي ان يزحف هذا نحو سوريًا، قرر توحيد منطقتي القدس والشام ووضع عليهما عبد الله باشا والي عكا، فصار ولاة الأمور بالقدس يخابرون عكا، وهذه تعمل بوحي الشام. كان الحكم يومئذ بيد امراء الاقطاع كان على كرسي السلطنة السلطان محمود الثاني. وكانت القدس تابعة لصيدا وهذا مفهوم من الوثائق التي عثر عليها الاستاذ اسد رستم بين سجلات المحكمة الشرعية منها وثيقة تاريخها 11 رمضان سنة 1256-1840 م. ارسلت الى نائب القدس منلا أفندي والى وكيل المفتي. وبعد سنة 1860 اقام الباب العالي واليا في دمشق وصارت القدس متصرفية تابعة لولاية سوريا التي مركزها الشام.

وفي سنة 1871 جعلت القدس متصرفية مستقلة تخابر الباب العالي رأسا وكان يتبع سنجق القدس في اواخر العهد التركي اربعة اقضية هي يافا وغزة وبير السبع وخليل الرحمن.

فسنجق القدس (السنجق=متصرفية) أصبح له اعتبارات خاصة منذ سنة 1850 إثر حرب القرم ثم صدر قرار سلطاني سنة 1887 بأن يتبع سنجق القدس الباب العالي وزارة الداخلية مباشرة بمركزية وتشكيلات خاصة وتتابع على القدس عدة متصرفين حتى عام 1914 بداية الحرب العالمية الأولى وبدء انهزام الدولة العثمانية بعد الحرب وانسحابها بعد خسارتها في معارك مع الجيش البريطاني وتسليم مدينة القدس للإنجليز في 30 ديسمبر 1917 ووضعت القدس ومرافقها وبلديتها تحت الاستعمار العسكري الانجليزي منذ ذلك الوقت.

bottom of page