top of page

المجلس ألإسلامي الأعلى/ القدس الشريف

إن كان في فائدة. مرجوة من كتاباتي. فهي تحت أمركم لمن أراد نقلها أو مشاركتها مع الأصدقاء. لا داعي للسؤال شرط أن نذكر دائمَا المصدر حتى نفي الباحث حقه ولعل ما أكتبه يستفيد منه كثيرون إن كان في فائدة مرجوة من كتاباتي فهي تحت أمركم لمن أراد نقلها أو مشاركتها مع الأصدقاء.

 

لا داعي للسؤال شرط أن نذكر دائمَا المصدر حتى نفي الباحث حقه ولعل ما أكتبه يستفيد منه كثيرون من المسلمين ومصالحهم ويتمتع بالاستقلال التام في الأمور الدينية بعد ان أظهر اهل فلسطين رغبتهم في تأليف مجلس تشريعي إسلامي يتولى شؤون أوقاف المسلمين ومؤسساتهم الدينية.

بدأ الأمر في إرسال دعوة حكومية لعقد مؤتمر إسلامي في القدس بتاريخ 9-11-1920 والذي كان من مخرجاته وضع النظام الأساسي لتأسيس المجلس الإسلامي الأعلى. وفي أواخر عام 1921، تم انتخاب الهيئة الإسلامية العليا للمجلس الإسلامي الأعلى، حيث اُشترط بأسماء القائمة الانتخابية أن تكون واردة في القوائم الانتخابية العثمانية الأخيرة، وتم فيها انتخاب كل من الرئيس وأربعة أعضاء، وتأسس المجلس الإسلامي الأعلى عام 1922 لإدارة المحاكم الشرعية والأوقاف والشؤون الإسلامية.

 

وقد فازت في الانتخابات قائمة الحاج محمد أمين الحسيني التي كانت تضم الى جانبه رئيساً كلاً من الأعضاء عبدالله الدجاني عن يافا وعبد اللطيف صلاح عن نابلس وسعيد الشوا عن غزة ومحمد توفيق مراد عن حيفا وقد قام المجلس بتنظيم شؤون المسلمين فصينت مصالحهم ونمت أوقافهم ونظمت امورهم الشرعية وغدا المجلس الاسلامي على مر الايام أقوى قوة وطنية إسلامية وقام بعدة أعمال وانجازات في مقدمتها افتتاح كلية إسلامية وعشرات المدارس في مختلف أنحاء فلسطين، وساهم مساهمة فعلية في اقراض الكثيرين من أصحاب الأراضي أموالاً من صناديق الأيتام للحيلولة دون تسرب أراضيهم إلى اليهود. وقام للغاية نفسها بشراء مساحات كبيرة من الأراضي وعدد من القرى كقرية دير عمرو وزيتا. فجعلها وقفاً على أهلها. كما اشترى الأراضي المشاعة في قرى الطيبة وعتيل والطيرة وكان المجلس يعقد مؤتمراً سنوياً من علماء الدين لتنظيم وسائل مقاومة بيع الأراضي لليهود ويصدر فتاوى بتكفير من بيع أرضه لهم أو يقوم بعملية السمسرة لبيعها.

 

وقد ذكرت تقارير حكومة الانتداب السنوية إلى اللجنة الدائمة للانتدابات في عصبة الأمم في جنيف أن سبب تعطل انتقال الأراضي إلى اليهود هو المجلس الإسلامي الأعلى الذي أبطل عدة صفقات بيع وتصدى للهجرة اليهودية ولعل اهم أعمال المجلس مشروع إعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة والتي أوفد الحاج امين الحسيني عدة وفود لجمع التبرعات من أنحاء العالم الاسلامي وأقيم احتفال كبير بمناسبة إنجاز هذا المشروع في العام 1927حضره لفيف من قادة وعلماء العالمين العربي والإسلامي لهذا المشروع.

نشأت حول المجلس جبهة مؤيدة تدعى “المجلسية” على رأسها الحاج محمد أمين الحسيني ويعاون أنصاره. وأصبحت هذه الجبهة عنواناً للحركة الوطنية الفلسطينية. وقد وقف المجلس الإسلامي دائماً مواقف وطنية بشأن الأحداث التي كانت تشهدها فلسطين فجرت بينه وبين سلطات الانتداب البريطاني مشادات دافع فيها المجلس عن حقوق المسلمين في ساحة البراق عندما نشبت الحوادث بين العرب واليهود عندما حاول اليهود الاستيلاء على الجدار الغربي للمسجد الاقصى (والتي سميت ثورة البراق 1929).

هذا وتُعَدّ بناية المجلس الإسلامي الأعلى التي استولى عليها اليهود عام١٩٤٨ وتم هدمها في العام 2007 مأثرة عمرانية إسلامية بالقدس، ويفصلها عن مقبرة مأمن الله شارع إسفلتي عريض، وصاحب فكرة مشروع بناية المجلس الإسلامي الأعلى هو الحاج أمين الحسيني، الذي أراد تشييد مبنى على الطراز المعماري الإسلاميّ.

 

انجز العمل خلال ١١ شهر انتهى يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) 1929، ونُقِش على واجهة المبنى من الأعلى بحروفٍ بارزة "مثلما بنى آباؤنا وفعلوا نبني ونفعل"، في إشارةٍ واضحة إلى الاستمرارية والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية، ورأى البعض في هذا النقش الذي أمرَ به المفتي إشارة إلى التشابه المعماري بين هذا البناء والمباني الإسلامية في الوطن العربي والأندلس.

 

 

يتبع

bottom of page