top of page

"القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية". إصدار تاريخي أُطلق من المدينة المحتلة

يُصنّف الكتاب ضمن الدراسات المهمة التي تتمحور حول المؤهلات التي امتلكتها مدينة القدس، وتميزت بها عن جميع المدن الوسطى والجنوبية من بلاد الشام، ومكنتها من احتلال موقع الريادة والصدارة لتكون مدينة سياسية وروحية.



الدكتورة نائلة الوعري تتحدث عبر سكايب في حفل إشهار كتابها في المكتبة العلمية بالقدس المحتلة (الجزيرة)


القدس المحتلة– في المكتبة العلمية بشارع صلاح الدين الأيوبي نظّم مركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس حفل إشهار لكتاب "القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية" لمؤلفته الباحثة والمؤرخة المقدسية الدكتورة نائلة الوعري التي حضرت الحفل افتراضيا كونها تُقيم في البحرين بعد مغادرتها المدينة المقدسة عام 1967. ويعدّ الكتاب (567 صفحة) وثيقة تاريخية تتمحور حول المقومات الحضارية التي استندت إليها مدينة القدس وأهّلتها لاحتلال مكانة الصدارة بين المدن الفلسطينية وتولّيها دفة القيادة لتكون مركزا إداريا متقدما وعاصمة سياسية.


وجاء في صفحات الكتاب الذي استندت فيه الكاتبة إلى 206 مراجع أن كل من الحاضنة الجغرافية والتحصينات الدفاعية المنيعة والانتشار العمراني والنمو السكاني والتشكيلات الإدارية والمراكز الأمنية والعسكرية كلها مؤهلات مكّنت القدس من احتلال مكانة الريادة لاختيارها عاصمة سياسية وروحية لفلسطين. وتطرقت الوعري في كتابها أيضا إلى الالتفاف والإجماع المحلي الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي حول القدس، وهو ما أكد سمو مكانتها.

وفي مداخلتها عبر تطبيق سكايب استهلّت الباحثة المقدسية حديثها عن مكان إطلاق الكتاب وانتمائها له منذ صغرها حيث كانت تسلك شارع صلاح الدين الأيوبي وسط القدس في طريقها من وإلى المدرسة قادمة من منزلها في البلدة القديمة.

وأتبعت ذلك بالحديث عن معاناتها وجميع الفلسطينيين المغتربين في الحصول على بعض المراجع من مجلات أو صحف، بخاصة أن الحقبة التي يسلط الكتاب الضوء عليها تقع بين عامي 1908 و1948، أي نهاية العهد العثماني وفترة الانتداب البريطاني.


الدكتور يوسف النتشة الذي أدار جلسة إشهار الكتاب (الجزيرة)القدس مهوى القلوب وعرّجت الوعري على عناوين فصول كتابها التسعة، وقالت إن أقربها إلى قلبها الفصل السابع الذي خُصص لعرض وتحليل ومناقشة موقف الشعب الفلسطيني في كل من المدينة والريف والبادية والمهجر من تقدم مدينة القدس، وإجماعه على مكانتها الحضارية وتقدمها كعاصمة سياسية وروحية لفلسطين.

وجاء الفصل تحت عنوان "الإجماع الشعبي المحلي ودوره في دفع القدس لاحتلال مكانة الريادة في قائمة المدن الفلسطينية"، بل الحفاظ عليها بصفتها جزءا لا يتجزأ من العقيدة ورسالتها السامية ورمزيتها الوطنية والسياسية في مواجهة القوى الاستعمارية الطامعة.

وغالبا ما جاء ذلك على هيئة استفتاء شعبي عُبّر عنه في الوطن والمهجر بالعديد من الوسائل والطرق، في مقدمتها النزعة الفطرية وشدّ الرحال والسفر والأعطيات والتبرعات العينية والنقدية والانتخابات والحشد والمواجهة.

تفاصيل كثيرة تطرق إليها الكتاب عن مدينة القدس من بينها المسميات والموقع والحدود المادية والمعنوية والتضاريس والسور التاريخي ومراحل ازدهار العمران والنمو السكاني وكذلك الهجرة والتغلغل الأجنبي والمقاومة الشعبية.

التشكيلات الإدارية العثمانية والبريطانية والأردنية كانت لها حصة من صفحات الكتاب أيضا، فضلا عن كل من السيادة العثمانية والبريطانية والفلسطينية والدولية والأردنية.


الدكتور عدنان عبد الرازق: الكتاب يعدّ مرجعا مهما لجميع المعلومات عن الفترة بين عامي 1908 و1948 (الجزيرة)وأسهبت الكاتبة في الفصل التاسع والأخير من الكتاب في الحديث عن الإجماع الدولي على مدينة القدس والأطماع الاستعمارية والتمثيل الدبلوماسي فيها.

وأُلحقت فصول الكتاب بعرض لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، مع تعزيزها بفهرس خاص بالأعلام والمواقع الواردة في المحتوى لتسهيل الرجوع إليها، وإرفاق مجموعة من الخرائط والصور والوثائق التاريخية لتعزيز المضامين والشواهد.

وفي المكتبة العلمية بالقدس قدّم الكتاب وأدار الجلسة مدير مركز دراسات القدس والمختص بعمارة المدينة الدكتور يوسف النتشة الذي قال إن أهمية الكتاب تنبع من توقيت إصداره في هذه المرحلة التي يتصاعد فيها التشكيك بالثوابت وتشويه التاريخ.

وناقش الكتاب الأكاديمي والباحث المقدسي الدكتور عدنان عبد الرازق والمحاضر في برنامج ماجستير دراسات القدس الدكتور وليد سالم.


الدكتور وليد سالم أوصى بتدريس الكتاب في الجامعات وترويجه على نطاق واسع بين جمهور المثقفين الفلسطينيين (الجزيرة)مراجع استثنائية عبد الرازق قال إن ما لفت انتباهه في هذا الكتاب احتواؤه على مصادر عثمانية لم تنشر من قبل، وعلى 8 سجلات من المحاكم الفلسطينية أيضا، واستناده إلى 55 كتابا باللغة العربية و25 كتابا باللغة الإنجليزية، فضلا عن استخدام الباحثة الوعري لـ87 مرجعا مركزيا يتشعب منها 206 مراجع اعتمدت عليها، وهو ما يشير إلى عمق البحث والجهد المبذول.

وفي ختام حديثه قال إن هذا الكتاب يعدّ مرجعا مهما لجميع المعلومات السياسية والثقافية والديمغرافية والاجتماعية للفترة الواقعة بين عامي 1908 و1948.

هذا ما أثنى عليه وليد سالم الذي أوصى بتدريس الكتاب في الجامعات وترويجه على نحو واسع بين جمهور المثقفين الفلسطينيين، وبتنظيم جلسات أكاديمية تختص بكل فصل من فصوله.

وأضاف أن الكتاب موسوعي وجاء في وقته ليقول إن القدس كانت وما زالت وستبقى عاصمة فلسطين، واصفا محتواه بالشامل في مجال المعلومات والأرقام والمراجع الأولية الأصلية والسجلات والصور والمصادر.

وختم حديثه ببعض التوصيات والملاحظات للكاتبة لدى صدور طبعة ثانية، مؤكدا أن الكتاب يوفر مادة غزيرة لأبحاث قادمة سواء أكانت سياسية، أم اقتصادية، أم عمرانية، أم عسكرية أو في مجال العلاقات الدولية.

المصدر : الجزيرة


bottom of page