الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة
- O2 graphic

- 22 مايو 2023
- 3 دقيقة قراءة
كتبت الدكتورة نائلة الوعري*: رغم صمود المقدسيين أمام تعنت الكيان الصهيوني وانتصارهم على كل الأدوات والآلات العسكرية التي كانت معدة لفرض واقع جديد على المقدسيين، ووضع اليد على المسجد الأقصى والأبواب النافذة إلى ساحات الحرم وأبواب المدينة وأي منفذ ممكن أن يصل إليه المصلين للأقصى.
ورغم انتصار الحق ورفع راية المقاومة للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس والصمود والتحدي والرباط وانتصار المقدسيون بوقف اطماع الصهاينة وغطرستهم، والحد من عزمهم الاستيلاء على الأقصى وتقليص عدد المصلين وإخضاعهم للتفتيش الالكتروني ومراقبتهم بالكاميرات .
إلا أنه لازال هناك تهديدات ومخاطر كثيره ، إذا أردنا أن نعرض لمجمل التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة فأنني أضع في مقدمتها خطر التهويد، حيث أن تهويد المدينة ينبع من ثقافة المحتل الغاصب الذي بدأ منذ القدم بإعداد الخطط والاستراتيجيات الرامية للاستيلاء على المدينة ومقدساتها وتهويدها مستخدما الطرق القمعية والعنصرية لتفريغ المدينة ووضع اليد على المسجد الأقصى.
بدأ المخطط بتنفيذ مشاريع إخلاء ساحات الاقصى، والتحكم بعدد المصلين وأعمارهم واستخدام باب واحد لدخول المصلين مع أن هناك أكثر من باب يدخل منه المصلين المقادسة إلى ساحات الاقصى.
الأهم والأخطر هو وضع مخطط التقسيم الزماني والمكاني للسيطرة على 4000م2 ما بين باب السلسلة وباب المغاربة، والتقسيم المكاني وهو إيجاد بقعة دائمة في ساحة المسجد الاقصى لصلاة المستوطنين المتطرفين وكان قد طرح النائب في الكنيست الإسرائيلي “آرية الداد” مشروعا بتاريخ9/8/2012م 9ساعات للمسلمين و9ساعات للصهاينة ويوم الجمعة للمسلمين ويوم السبت للصهاينة .
لكن تصدى له المقدسيين ومنعوا الصهاينة وطاردوهم من باب إلى باب ومنعوهم من اخذ موطأ قدم في الاقصى ، في العام 2016 بدأ المستوطنون يصلون 3 ساعات في اليوم يعترضهم المقدسيون ويلاحقونهم ولكن ظلت الحكومة الإسرائيلية تحمي هؤلاء المستوطنين وتسعى بكل الوسائل لأخذ السيادة على الاقصى والتحكم بمواعيد الصلاة ودخول المصلين المسلمين.
كما بدأت بتكثيف الاقتحامات وحراسة المستوطنين، فقد بلغ عدد الاقتحامات في 2012 بمعدل 810 يوما وبعد 2013 بلغت بمعدل 1200واخر اقتحام كان في 2017 قبل الهبة الأخيرة ضد الاقتحامات والابواب الالكترونية بلغ عدد الاقتحامات 1500 يوم أي اغلب أوقات السنة .
وعلى الصعيد الآخر ومن أهم المخاطر التي تهدد المدينة والمسجد الاقصى الحفريات الممنهجة والمتعمدة والتي تؤسس لبناء الهيكل أسفل الاقصى والتي بلغت حتى الآن 63حفرية في إنفاق تحت المدينة استعداداً لبناء الهيكل .
إضافة إلى منع المصلين من الدخول إلى الاقصى وخاصة الشباب من 12سنة الى 40 سنة،( هدا الشرط مرهون بالحالة الأمنية الإسرائيلية)، عدا عن مداهمات جيش الاحتلال للمواقع الدينية الأخرى في الاقصى ومصادرة أوراق ووثائق مهمة من المكتبات والمدارس والزوايا ومنع استمرار حلقات العلم والمساطب والاستمرار بالتدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية للسيطرة على القرارات المتعلقة بالأقصى لبسط نفوذهم عليه.
واتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارات لإبعاد المرابطين والمرابطات وحرمانهم من الصلاة أو الاقتراب من المسجد الاقصى لعدة شهور كعقاب لهم على مقاومتهم ورباطهم، كما عملت على إبعاد الرموز المقدسية وشيوخ الدين من المرابطين والمرابطات.
ومن المخاطر الكبيرة التي تواجه مدينة القدس المحتلة هي عمليات الطرد الصامت للمقدسيين وإرغامهم على الهجرة من القدس وسحب الهويات تحت مسميات وذرائع مكذوبة وحرمان الكثير منهم الاقامة بالقدس وضواحيها، الى جانب الاعتقال الإداري لفئة الشباب بحجج واهية لغاية إبعادهم عن محيط الاقصى، ومن أجل إبعادهم وحرمانهم من دخول الاقصى.
عند الاشتباكات بين المستوطنين والمرابطين بقوم الجنود بتقييد يد المرابطين والمرابطات ومنعهم من التصدي للمقتحمين بل وإصدار قرار بوصفهم بالإرهاب وكل من يثبت عليه تطبق عليه عقوبة قد تصل للطرد أو السجن “الحبس البيتي” لأشهر والحرمان من التامين الصحي وغيرها من عقوبات .
ما حصل أخيراً من منع الصلاة وإغلاق المسجد لمدة أسبوعين ووضع بوابات الكترونية لبسط السيادة على الاقصى ما كانت إلا خطط مبيته أراد العدو الصهيوني انتهاز الفرصة كما قلت لوضع اليد على الاقصى بحيث تكون هي المتحكمة بالحجر والبشر .
ولكن بفضل الله وصمود المقدسييون ومن معهم من أهل فلسطين وحدهم وبتوفيق من الله اجبروا الاحتلال بقوتهم وعزيمتهم وصمودهم الرضوخ لمطالبهم وهي تفكيك الأبواب الالكترونية وكميرات المراقبة بالقوة والعودة الى الوضع السابق لا للتفتيش لا للأبواب الالكترونية لا للكاميرات، وفتح الأبواب والمنافذ.
لسان حالهم وحناجرهم تهتف نحن أبناء القدس الصامدين لن نتخلى عن اقصانا وانتم من سترحلون، ورضخ الاحتلال العنصري والذي كان ينوي السيطرة على الجزء الشمالي الشرقي من الاقصى والبالغة مساحته حوالي 8000 متراً مربعا للتهيئة لبناء الهيكل وفرض امر واقع على المدينة وأهلها .
*دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، باحثة ولها عدة مؤلفات منشورة عن تاريخ فلسطين والمشروع الصهيوني.









تعليقات