نحن أصحاب أرضٍ وبيوت، نعرف حجارة حاراتنا كما نعرف وجوه أحبّتنا
- O2 graphic

- 3 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
🛑نحن أصحاب أرضٍ وبيوت، نعرف حجارة حاراتنا كما نعرف وجوه أحبّتنا.
كنا نُخطط لمستقبلنا كل في مدينته وقريته وتحت أشجار زيتونة زرعها اجدادنا ، ترعرعنا في ساحات المسجد الأقصى كنا نقف نستمع للأذان في كل أوقات الصلوات.،
نزرع أحلامنا كما تُزرع شتلات الياسمين عند مداخل البيوت.
ثم جاء الانكسار…في ٣ حروب شهدها اجدادنا وشهدنا نحن الجيل الثاني والثالثه يشهدها احفادنا والزمن الذي نحن فيه في هذه الحروب المسنه علينا من عدو غدار طامع مستعمر
مع كل ما حصل ويحصل
انكسرت القلوب قبل الجدران، وتحطمت الأحلام كما تحطمت أبواب بيوتنا تحت أقدام الغزاة.
صرنا نحمل الوطن في الذاكرة لا في الجيب، ونحمل مفاتيح بيوتنا كتعويذة في المنفى.
في الغربة، بتنا نسأل لا عن حق العودة بل عن إقامةٍ وجواز سفر…
نبحث عن سقفٍ يحمينا، بعد أن سُرقت السقوف التي بناها أجدادنا، وعن عنوانٍ جديد، بعد أن صودر العنوان الأول.
والثاني والثالث لكننا مهما امتدت المنافي ومهما طال الانتظار نبقى أبناء تلك البيوت المسروقة، وأصحاب الأرض المغتصبة، وحراس الحلم الذي لا يموت.
مأساتنا … تختصر رحلة أجيال كاملة عاشت الانكسار لا كخبر في صحيفة، بل كحياة انتُزعت من جذورها.
ذلك الانتقال القاسي من أصحاب أرض وبيوت وأحلام، إلى لاجئين ومطالبين للحقوق الأساسية لم يكن مجرد فقدان ممتلكات، بل كان اقتلاعًا من الهوية والانتماء.
تحولت البيوت إلى بيوت لا تعرف أصحابها أو كنيس أو مراكز شرطة. وحملت الأحياء أسماء يهودية وبيوت ترفع أعلام اسرائلية .
والموجع أكثر أن كل ذلك حدث في ظل عالم يبرر أو يتغاضى، حتى بات الفلسطيني في الغربة يحمل وطنه في الذاكرة لا في الجيب، وصار الأمان مرتبطاً برقم على جواز سفر أجنبي، لا بمفتاح البيت المعلّق على الجدار.
الحروب التي مر بها الفلسطيني والمستمره حتى الان في غزة التدمير والقتل والإبادة.
النكبة والنكسة واحتلال القدس لم يكونا مجرد أحداث سياسية أو عسكرية، بل كانا لحظة انكسار كبرى في الوعي العربي وجرحاً مفتوحاً في الذاكرة الفلسطينية، خاصة لمن كانوا هناك وشهدوا تبدل المشهد بين يوم وليلة
من شوارع وأسواق وحارات مألوفة، إلى وجود عسكري غريب يفرض نفسه على كل زاوية.
من حياة طبيعية، إلى ترحيل، مصادرة، وحواجز.
من أمل التحرير، إلى شعور بالغدر الدولي والصمت العربي
نحن المغتربين نحمل ذاكرة مزدوجة ذاكرة المكان قبل الاحتلال، وذاكرة اليوم الأول بعده. وهذا النوع من الشهادة نادر وثمين، لأنه يربط بين الحاضر والماضي بلا وسيط.









تعليقات